من حق أي عربي أن يرى دوري بلاده بالعين التي يريدها ومن الطبيعي أن تتدخل العواطف في الأحكام التي نطلقها على أية أمور خلافية ... ومن الطبيعي أن يتذمر البعض من المساحة الكبيرة التي تفردها البرامج الرياضية للكرة السعودية علما أن ( المتذمرين ) ينتمون لدول قد لا تعرض ولا لقطة للدوري السعودي وتركز على دوريها ونجومها المحليين ولكنهم بنفس الوقت يطالبون الآخرين بالتركيز على كرتهم ....
ولا ينكر عاقل أن الإعلام المحيط بالكرة السعودية هو أعلام مؤثر وفاعل وكبير على الساحة العربية وهو ما يُعطيها المزيد من الحضور والقوة ... ولكن هل نتفق في الأساس على أن الإعلام مما كان قويا فلن ينفخ في ميت ولن يجعل من دوري ضعيف واحدا من أقوى الدوريات في آسيا والعرب ؟؟؟....
الدوري السعودي في إسبوعه الثاني باح ببعض اسراره وأسباب قوته .. فالأهلي الذي تقدم بالثلاثة خسر بالأربعة أمام الأتفاق ... والتعاون الذي عذب الهلال قبل أن يخسر بالجولة الأولى كشّر عن أنيابه وفاز على الشباب ( المتخم بكل الأنجازات والنجوم ومدرب سوبر ستار هو الأورغوياني فوساتي ) بالأربعة وهو ما يثير الكثير من الأسئلة ... والإتحاد بدون ( نوره ) يحقق أنتصاره الثاني وهذه المرة على الفيصلي بعدما تجاوز الإتفاق أولا ويبدو أن نور سيعود للبيت الأتحادي بعد فشل أختبار القوة مع المدرب البرتغالي العنيد مانويل جوزيه .... وأكتب هذه المقالة يوم السبت وسمعت من مصادر اتحادية أن الأمور سترى نهاية سعيدة يوم الأحد أو اليوم الأثنين على أبعد تقدير وأن جوزيه لا يتربص بنور ولم يأتِ ليقصقص أجنحته ويكسر شوكته وليس هناك من يقوّيه على نور ومن قال بأن الإتحاد يشكو قائده للجنة الأحتراف لا يعرف كثيرا بقوانين الأحتراف لأن للأتحاد لائحته الداخلية التي يطبقها على جميع المخالفين ولايحتاج أذنا من لجنة الأحتراف طالما أن اللاعب مرتبط مع ناديه بعقد موثق ...
والهلال يسير بخطى واثقة فبعد التعاون تجاوز الحزم أمّا الرائد الذي بقي في الدوري بمعجزة زيادة عدد الأندية فحقق 6 نقاط من مباراتين منهم ثلاث على حساب الشباب وثلاث على حساب نجران شريكه في المعاناة في الموسم الماضي ويبدو أن الرائد تعلم الدرس على العكس من نجران الذي خسر نقاطه الست ليصبح واحد من اربعة أندية لم تحقق اي نقطة من مباراتين هي الفتح والشباب والحزم ونجران طبعا ...
ومع انطلاقة الدوري يبدو أن الأهلي يريد وضع النقاط على الحروف بعقلانتيه المعهودة ويريد أن يعرف رئيسه لماذا خسر الفريق من الأتفاق بالاربعة بعد أن كان متقدما 3/1 ولكن لم نسمع أي أحد يطالب برحيل المدرب كما هي النغمة مع أية خسارة ...
ويبقى النصر مصرا هذا الموسم على أن يكون أحد المتنافسين على اللقب الذي طال أنتظاره ولديه كل الأسلحة المؤهلة لهذه المهمة وهو من أصحاب العلامة الكاملة حاليا في ظل القيادة الأيطالية التي شكك الكثيرون بنجاعتها سابقا ....
معطيات وجماهيرية ونجوم ومدربين وأنجازات وتغطية أعلامية وأعلانية تسمح للمراقب العادي بأن يضع الدوري السعودي على قمة الدوريات العربية القوية وقد يتشارك مع غيره في القوة وقد يحاجج البعض بالترتيب ولكنه حتما يستحق كل هذه المتابعة الأعلامية ....
نقلا عن الموقع الرسمي mbc