الرئيسية
الغيرة من الجار !
</STRONG></SPAN></SPAN></SPAN>
</STRONG></SPAN></SPAN></SPAN>
قد يبدو هذا الكلام غير واضح للبعض أو جديدا للبعض و معروفا لدى الكثيرين أو العكس و لكن هذه الأمور تحدث بشكل كبير جدا في الكالشيو و سنأخذ جولة بسيطة في تاريخ الكالشيو لنتبين الأمر و ليظهر لنا بالصورة المطلوبة
* يوفنتس - تورينو
* ميلان - انتر
ولعلنا الآن في هذه الألفية نعيش احدى فترات الغيرة الأكثر قوة حيث بعد بداية جيدة للميلان و لقب الدوري و لقبي دوري الابطال عاد الانتر ليحقق 5 ألقاب في الدوري و عاد مجددا للفوز بدوري الابطال بعدما كاد ييأس جمهوره من تحقيق البطولة , من يدري ؟ ربما نرى نتائج هذه السنة تحرك في نفوس الميلانيستا غيرة جديدة في العقد الجديد القادم !
[/size]
</STRONG></SPAN></SPAN></SPAN>
</STRONG></SPAN></SPAN></SPAN>
الغيرة : كلمة لها عدة دلالات في لغتنا العربية , بعضها جيد و بعضها سييء , كما أنها تحمل أكثر من معنى لو غيرنا في طريقة نطق الكلمة والحركات النحوية ( لن أتفلسف كثيرا في هذا الأمر حتى لا يخرج علي الضالعون في أمور اللغة بأخطاء لا أريد التطرق إليها 
) فهناك الغيرة بمعنى النظر الى ما عند الغير و هناك الغيرة بمعنى التأثر نحو العرض أو الشرف أو الوطن أو غيرها.
سنأخذ هنا المعني الذي يشير الى " النظر الى ما عند الغير " و هذا له جانبان , جيد و سييء , أما الجيد فنستطيع أن نقول أنه يندرج تحت مسمى الغبطة , فقد يقول لك قائل أحسدك على ذلك الشيء وهو لا يقصد الحسد المذموم و انما يقصد أغبطك أي أرى ما عندك أمر جميل و أتمنى مثله لي ولا أتمنى زواله منك , و أما النوع السييء فهو الحسد بعينه و هو أن يتمنى ما عندك و يتمنى زواله منك و هذا أشر الأمور.
على كل الغيرة من الأمور المثيرة و أكثرها اثارة في عالمنا الكروي الذي يسمى الكالشيو هو ما يكون بين الجيران , أي الفرق التي تلعب في نفس المدينة ما يسمى الديربي , فعندما يحقق فريق أ في المدينة انجازا ما يحرك ذلك في الفريق ب من نفس المدينة شعورا يجعله يعمل لتحقيق نفس الانجاز ان لم يكن أكبر من ذلك فهذه هي غيرة الجار من جاره في كرة القدم.
قد يبدو هذا الكلام غير واضح للبعض أو جديدا للبعض و معروفا لدى الكثيرين أو العكس و لكن هذه الأمور تحدث بشكل كبير جدا في الكالشيو و سنأخذ جولة بسيطة في تاريخ الكالشيو لنتبين الأمر و ليظهر لنا بالصورة المطلوبة
* يوفنتس - تورينو
[size=16] صحيح ان التورو لم يعد كما كان في الأربعينات و لكنه كان يشكل مع يوفنتس في زمن بعيد مثالا واضحا للديربي و للغيرة التي نتحدث عنها , فقبل الحرب العالمية الأولى استطاع جنوى من تحقيق لقب الدوري الايطالي ثلاث مرات متتالية في مناسبتين ثم جاء الفريق المندثر - تقريبا - حاليا بروفيرتشيلي و استطاع تحقيق البطولة في 4 مرات متتالية و لكن سرعان ما تحطم هذا الرقم عندما حقق يوفنتس البطولة في خمسة مرات متتالية منذ موسم 30/31 و حتى موسم 34/35 ما حرك في تورينو الغيرة التي نتحدث عنها ! اذ كيف ليوفنتس ان يتزعم ايطاليا خمس مواسم متتالية في وجود التورو الجار ؟
الأمر تطلب بعض الوقت عند الجار و ربما استفاد من تراجع اليوفنتس ليبني فريقه الذي يسمى حتى يومنا هذا الغراندي تورينو , فبعد مواسم تبادل فيها بولونيا و الانتر اضافة الى روما الفوز باللقب دخل التورو على الخط قبيل موسم واحد (42/43) من اندلاع الحرب العالمية الثانية ليحقق اللقب و ليرد بذلك على جاره و عدوه اللدود , ولم تكن سنتي الحرب العالمية التي توقف فيهما الكالشيو لتمنع التورو من تكرار انجاز جاره في البطولة فعاد بعد الحرب مباشرة ليحقق البطولة في 4 مواسم متتالية , انها فعلا غيرة ما بعدها بين الجارين العدوين !
لكن للقدر دائما تدخلات مؤثرة للغاية في الحياة فبُعيد تحقيق الانجاز الكبير و تحديدا في شهر مايو من سنة 1949 أي مباشرة بعد السكوديتو الخامس على التوالي للتورو تعرض الفريق للحادثة الشهيرة حيث تحطمت طائرة الفريق بالقرب من تورينو و على متنها فريق التورو الكبير فكانت النهاية المأساوية للفريق المرعب و لتي لولاها ربما كان الديربي و غيرته الكبيرة سارية الى يومنا هذا بنفس النسق.
* ميلان - انتر
هنا الغيرة المتأصلة بين فريقي مدينة ميلانو , الميلان و الانتر كانا يوما فريقا واحدا و كما يقال ان مجموعة في النادي كانت تريد فريقا أكثره لاعبين طليان و كانت مجموعة أخرى تريد فريقا عالميا من مختلف الجنسيات و لأسباب عدة قررت المجموعة الثانية الانفصال عن النادي لتكون الانترناسيونالي الموعود و فعلا تحقق ذلك في عام 1908 بعدما كان الفريق المتحد قد حقق 3 بطولات تحتسب اليوم من ضمن ألقاب ميلان .
كان انفصال مجموعة الانتر تحدي كبير للمجموعة الباقية , و أخذت الغيرة مكانها بين الفريقين مباشرة حيث أثبت الانتر جدارته بالوقوف كند للميلان في أول موسم بعد الانفصال و حقق السكوديتو الأول له في موسم 1909/1910 , في الواقع لقد أضر الانفصال بالميلان اذ انه فشل في تحقيق البطولة منذ تلك الواقعة لمدة 40 سنة فيما كان يشاهد غريمه الانتر يحقق 7 سكوديتو في هذه الفترة , و لكن مع بداية عقد الخمسينيات أخذ الفريقان بالتناوب على تحقيق البطولة بل تعدى ذلك الى الفوز بدوري الابطال في تنافس محموم على جمع الألقاب و كان كل ما يفوز فريق تدب الغيرة في الآخر ليفوز بها و استمر الحال سجالا حتى نهاية الثمانينات , و مع بداية التسعينات استلم الانتر دور المتفرج على الميلان و هو يحصد الألقاب واحدا تلو الآخر .
ولعلنا الآن في هذه الألفية نعيش احدى فترات الغيرة الأكثر قوة حيث بعد بداية جيدة للميلان و لقب الدوري و لقبي دوري الابطال عاد الانتر ليحقق 5 ألقاب في الدوري و عاد مجددا للفوز بدوري الابطال بعدما كاد ييأس جمهوره من تحقيق البطولة , من يدري ؟ ربما نرى نتائج هذه السنة تحرك في نفوس الميلانيستا غيرة جديدة في العقد الجديد القادم !
[/size]
احتفضنا بالأفضل الى النهاية ..... مــامّــا ميّــا
* لاتسيو - رومـا
* لاتسيو - رومـا
رغم قلة الألقاب التي حققها فريقا العاصمة روما و لاتسيو إلا أن الديربي في المدينة يعد أشرس ديربيات العالم , هذا ما يقوله الكثيرون بصراحة ليس قولي أنا , و الغيرة بين الفريقين واضحة بشكل لا يمكن اخفاؤه أبدا فلطالما وصف جمهور روما نظيرهم اللاتسيالي بـ " الحسّـاد " و لطالما رد اللاتسياليون بكلام مماثل و لطالما كانت مباريات الفريقين مليئة بالشحونات و ملونة بالبطاقات و بادية و منتهية بالشجارات كل هذا لأن الفريقين جاران و لكن عدوان عدائية لا توجد تقريبا في مكان آخر في ايطاليا و ربما خارجها أيضا !
لنترك هذه الأمور و نتكلم عن الانجازات و سنرى العجب العجاب !! , الغيرة تتحكم في مسيرة الفريقين بشكل لا يصدق ! كيف ذلك ؟
لهذا السبب سننظر الى ألقاب الفريقين , ربما كان روما سبق لاتسيو بتحقيق لقب الدوري موسم 41/42 في زمن صعب بالنسبة للفريقين وسط التافس المحموم بين أندية تورينو ثم ميلانو للفوز بالبطولة لكن لاتسيو استطاع من معادلة الرقم في موسم 73/74 صحيح ان الفترة كانت طويلة جدا للرد على الجار و لكن كان هناك تنافس من نوع آخر يسري بين الفريقين من خلال كأس ايطاليا التي حققها لاتسيو مرة ثم روما مرتين في هذه الفترة , لم يكن روما لينتظر طويلا ليحقق اللقب مرة أخرى فبعد ثمان سنوات فاز روما بالبطولة موسم 81/82 و استمر الفريق بتحقيق كأس ايطاليا عدة مرات خلال الثمانينات فيما أختفى لاتسيو حتى ظهر مجددا اوآخر التسعينات في بطولة كأس ايطاليا ثم جاء الوقت لنشهد أغرب مشهد في الموضوع كله
فمبينما كانت فترة التسعينات فترة تنافس كبير محليا و أوروبيا بين ميلان و يوفنتس لم يجرؤ أي فريق على الدخول في معمعة التنافس على البطولة رغم بعض الاجتهادات من فيورنتينا و بارما لكنها لم تسفر الا عن مركز الوصافة , لم يكسر هذا الحصار عل اللقب الا لاتسيو في موسم 99/2000 وسط ربما دهشة الكثيرين , مع أن الفريق كان أسطوريا في تلك الفترة إلا أن ميلان-يوفنتس طغوا على كل شيء في ايطاليا و خروج لاتسيو ليحقق البطولة أمر جد كبير و الأغرب من ذلك أن الغيرة دبت في الغريم روما ليحقق البطولة في الموسم الموالي فكان الفريقان هما من كسرا جمود فرق ايطاليا التي لم تستطع مجابهة ثنائي التسعينات الرهيب.
كل ما أذكر كيف فاز لاتسيو ببطولة 99/2000 ثم روما ببطولة 00/2001 إلا و تنتابني القشعريرة فقد خرج الفريقان بصورة مفاجئة ليحققا لقبا عز على غيرهما تحقيقه , لا يمكن ان نسمي هذا الا غيرة الجار من جاره !
لم يقف الأمر هنا فقد امتد الأمر مرة أخرى الى منافسات الكأس حيث فاز لاتسيو في موسم 2003/2004 فرد عليه روما في مناسبتين 06/07 ثم 07/08 وهذا ما دعى لاتسيو للرد عليه في الموسم الموالي بالفوز بالكأس ثم كأس السوبر.
- وتحركت الغيرة لدى روما في هذا الموسم أيضا لكنه فشل في الأمتار الأخيرة , ولكن بالتأكيد لن تكون هذه آخر فصول القصة و لا آخر أوقات الغيرة بين الفريقين الأكثر اثارة للتنافس بينهما في ديربيات الكالشيو حسب رأيي المتواضع .
